بتاريخ : 09-04-2009 الساعة : 09:54 PM
بالرغم من التقدم التقني في مجال التكنولوجيا والالكترونيات المعقدة
والمعدات البصرية ، التي تستخدم في أنظمة السيطرة على النيران FCS في
الدبابة ، إلا أن بعض القواعد الأساسية لتدمير الدبابة ظلت كما هي دون تغير
.
ولتدمير دبابة معادية يجب اكتشافها وتعيينها بما لا يدع مجال للشك ، وأسهل
طريقة لاكتشاف وتدمير دبابة أخرى متحركة ، هي أن تبقى الدبابة القانصة في
وضع الجسم المستورhull-down-position ، لكن تصبح المسألة أكثر صعوبة إذا
كانت الدبابة المعادية الأخرى في نفس وضع الجسم المستور، إذ أن اكتشاف مثل
هذا الهدف ، أشبه باكتشاف ذبابة على الجدار البعيد لغرفة واسعة ، لكن بمجرد
إطلاق دبابة العدو لمدفعها ، يتم اكتشافها سريعا ، وهذا ربما يكون متأخرا
وبعد فوات الأوان ، خاصة إذا كان لديها مدفعي ممتاز ، خلف أجهزة حديثة
للسيطرة على النيران .
إن الدبابات لا تقاتل عادتاً من مواقع ثابتة ، وعندما تكون في وضع حركة ،
فإن اكتشافها للدبابات المعادية الموجودة في الفضاء المفتوح ستكون صعبة
نسبيا ، قياسا بالدبابات الساكنة في وضع الجسم المستور. وهذه حقيقة ثابتة
لا يمكن الحياد عنها ، حتى عند استخدام أفضل الوسائل البصرية ومهما كانت
التكنولوجيا متقدمة ، فالمراقبة والرصد من دبابة متحركة mobility، تكون
محدودة للغاية وقائدها فقط الذي تكون لديه رؤية بانورامية (شاملة ومتعددة
الإتجاهات ) أقل إعاقة من باقي الطاقم . إذ أن السائق يكون متفرغا بالكامل
لعمله ، يبحث باستمرار عن أفضل طرق محاولاً تفادي العوائق ، أما المدفعي
والملقم فكلاهما مقيدان بنطاق أجهزتهما البصرية ، وحتى قائد الدبابة نفسه
لا يستطيع إلا تغطية منطقة محدودة فقط في كل مرة ، فإذا كانت الدبابة
متحركة والكوات مغلقة ، يتعين عليه هو الآخر الاعتماد على منظومات الرؤية
البصرية المتوفرة لديه ، ولهذا فقادة الدبابات المتمرسين يفضلون العمل وهذه
الكوات مفتوحة ، مستخدمين أعينهم أو المناظير لمراقبة وتمشيط الأرض ، بحثا
عن الأهداف البعيدة مثل الدبابات ، أو طائرات الهيلوكبتر أو مكامن
الصواريخ المضادة للدبابات ، التي تشغل من الأرض أو فرق ومجموعات قنص
الدبابات
في كل هذه الظروف تستطيع الدبابة أن تتمتع بميزة التصادم العنيف ، القريب
جدا مع دبابات الخصم ، وهذه مخاطرة لا يمكن للأسلحة الأخرى أن تتحملها ،
لذلك يجب على قائد الدبابة توزيع مهمة المراقبة على أفراد طاقمه حسب مساحة
المنطقة الواجب تغطيتها ، والحاجة لاكتشاف الأهداف في مجال الرمي البعيدة .
ولأجل التحذير المبكر من التهديدات والأهداف ، تصبح وسائل الاتصال التي لا
يعوقها شيء ، مسألة حيوية في ظروف القتال الحديث ، لكن الاتصال الالكتروني
بالراديو ربما أمكن التشويش jam عليه في أغلب الأحيان، لهذا يجب اللجوء إلى
الإشارات المرئية ، مما يتطلب مراقبة ويقظة شديدة من قبل الطاقم crew .
بشكل عام ، يمكن تحديد مستلزمات بقاء الدبابة كما يلي :
-منع الأكتشاف باتخاذ شكل شبح منخفض hull down مع التمويه الجيد عند السكون
، وخفض الأشارات عن أنظمة مراقبة الصور الحرارية المعادية ( تخفيض بصمة
المحرك الحرارية قدر الإمكان ) .
-إذا اكتشفت الدبابة ، فعليها اللجوء إلى وضع الجسم المستور والاستخدام
السريع لغطاء الدخان وتغير الموقع (وهنا يظهر المستوى الأدائي الرفيع لطاقم
الدبابة ) .
-إذا أصيبت الدبابة يجب منع اختراق غرفة القتال عن طريق الحماية العالية للتدريع armour protection .
-إذا حدث الأختراق يجب تعزيز حياة الطاقم عن طريق مقاومة وإخماد النار
،ومنع انفجار الذخائر بواسطة الإجراءات الوقائية (أنظمة الإطفاء الآلية ) .
وعمل الترتيبات السريعة لإخراج الطاقم وانقاذه .
لضرب وتدمير الهدف ، يجب أن يكون نظام السلاح دقيقا لإحداث الإصابة من
الإطلاقة الأولى ، كما يجب أيضا أن تكون الذخيرة المستخدمة قادرة على
اختراق الهدف وتدميره . فقبل عشرين سنة مضت كانت فنون الرمي بسيطة وبدائية
للغاية ، إذ كان يستخدم مجال الرمي أو المسار المسطح للمقذوف مخترق الدروع
لضبط المدى ، كذلك وضع الشعيرات المتقاطعة لمنظار الإبصار في وسط الهدف ،
في مدى حوالي 1000م كحد أقصى فعال ، وهذه كانت أصول اللعبة لمعظم المدفعيين
، حتى أصبح الرماة الذين يتمتعون بقوة إبصار جيدة وتلقوا تدريبا عالياً ،
قناصين ممتازين للدبابات .
ويعرف أطقم الدبابات المتمرسين الذين قاتلوا في الظروف الصحراوية ، جيدا
ظاهرة وهج موجات الحرارة ، التي تحدث عادة في منتصف النهار وتحجب الرؤية
وراء 1000 متر وهذا التأثير يتضخم عندما تتم المراقبة عبر وسائل الإبصار
المكبرة التقليدية ، عندما تصبح موجات الحرارة أكثر شدة .
وللحصول على تقدير دقيق للمدى ، فإنه لا يمكن الإستغناء عن محددات المدى
الليزرية الحديثة LRF ، مع العلم أن معظم المناطق التى ستقع فيها مواجهات
بين دبابات وأخرى ، ستكون على الأرجح ضمن مدى قتالى لا يتجاوز 3000 م ،
وإذا إستخدمت الدبابات ذخائر حديثة ذات تكنولوجيا رفيعة ، كالقذائف APFSDS
التى تطلق بسرع عالية ، فسوف يصل المسار المسطح للمقذوف إلى حوالي 2000 م
فى معظم الأحوال الجوية . وإذا كان المدفعي متدرباً جيداً على الرماية
ويعرف عمله ، فسوف يستطيع إحراز الإصابة من أول طلقة فى هذا المدى ، دون
صعوبة ، بشرط أن يكون رد فعل الطاقم عند الإكتشاف الإبتدائي للهدف ، سريعاً
ودقيقاً ( الدقة هنا تعنى التأكد من أنه ليس هدف صديق ) . أن التحسينات
الحالية فى الذخائر المتطورة ، مثل الذخيرة الأمريكية M865 ، جعلت السرعة
الإبتدائية تتجاوز 1700 م/ث ، وهناك تحسينات أخرى لتعزيز المسار المسطح
ليتجاوز 2000 م وصولاً إلى 3000 م وهي حدود القتال العملي الأقصى للدبابة
ضد دبابة أخرى . لقد صممت معظم أنظمة السيطرة على النيران الحديثة ، للحصول
على الإصابة من أول طلقة ، فى مدى يتراوح بين 2000 م و 3000 م ، وقد بينت
التجارب والخبرات العملية ، أن زيادة هذا المدى إلى 4000 – 5000 م على سبيل
المثال هو مطلب غير أساسي ، لأن تكلفة الحصول على مثل هذا الترف ، تتجاوز
نطاق المتطلبات التكتيكية لميدان المعركة الحقيقي . والتوجه الأكثر تأثيراً
من حيث الكلفة cost ، هو دمج مدفع الدبابة ، الذى يطلق ذخائر عالية السرعة
، مع الطائرات الهجومية والمروحية ، التى تقوم بالهجوم من فوق ، وتسدد
الرؤوس الحربية ذات الطاقة الكيميائية إلى الجوانب والمؤخرة ، وخليط من
قذائف المدفعية الذكية artillery ، والهجوم المعقد بالألغام mines ، فى جهد
مشترك ومتكامل لتدمير دبابات الخصم .
بالرغم من التقدم التقني في مجال التكنولوجيا والالكترونيات المعقدة
والمعدات البصرية ، التي تستخدم في أنظمة السيطرة على النيران FCS في
الدبابة ، إلا أن بعض القواعد الأساسية لتدمير الدبابة ظلت كما هي دون تغير
.
ولتدمير دبابة معادية يجب اكتشافها وتعيينها بما لا يدع مجال للشك ، وأسهل
طريقة لاكتشاف وتدمير دبابة أخرى متحركة ، هي أن تبقى الدبابة القانصة في
وضع الجسم المستورhull-down-position ، لكن تصبح المسألة أكثر صعوبة إذا
كانت الدبابة المعادية الأخرى في نفس وضع الجسم المستور، إذ أن اكتشاف مثل
هذا الهدف ، أشبه باكتشاف ذبابة على الجدار البعيد لغرفة واسعة ، لكن بمجرد
إطلاق دبابة العدو لمدفعها ، يتم اكتشافها سريعا ، وهذا ربما يكون متأخرا
وبعد فوات الأوان ، خاصة إذا كان لديها مدفعي ممتاز ، خلف أجهزة حديثة
للسيطرة على النيران .
إن الدبابات لا تقاتل عادتاً من مواقع ثابتة ، وعندما تكون في وضع حركة ،
فإن اكتشافها للدبابات المعادية الموجودة في الفضاء المفتوح ستكون صعبة
نسبيا ، قياسا بالدبابات الساكنة في وضع الجسم المستور. وهذه حقيقة ثابتة
لا يمكن الحياد عنها ، حتى عند استخدام أفضل الوسائل البصرية ومهما كانت
التكنولوجيا متقدمة ، فالمراقبة والرصد من دبابة متحركة mobility، تكون
محدودة للغاية وقائدها فقط الذي تكون لديه رؤية بانورامية (شاملة ومتعددة
الإتجاهات ) أقل إعاقة من باقي الطاقم . إذ أن السائق يكون متفرغا بالكامل
لعمله ، يبحث باستمرار عن أفضل طرق محاولاً تفادي العوائق ، أما المدفعي
والملقم فكلاهما مقيدان بنطاق أجهزتهما البصرية ، وحتى قائد الدبابة نفسه
لا يستطيع إلا تغطية منطقة محدودة فقط في كل مرة ، فإذا كانت الدبابة
متحركة والكوات مغلقة ، يتعين عليه هو الآخر الاعتماد على منظومات الرؤية
البصرية المتوفرة لديه ، ولهذا فقادة الدبابات المتمرسين يفضلون العمل وهذه
الكوات مفتوحة ، مستخدمين أعينهم أو المناظير لمراقبة وتمشيط الأرض ، بحثا
عن الأهداف البعيدة مثل الدبابات ، أو طائرات الهيلوكبتر أو مكامن
الصواريخ المضادة للدبابات ، التي تشغل من الأرض أو فرق ومجموعات قنص
الدبابات
في كل هذه الظروف تستطيع الدبابة أن تتمتع بميزة التصادم العنيف ، القريب
جدا مع دبابات الخصم ، وهذه مخاطرة لا يمكن للأسلحة الأخرى أن تتحملها ،
لذلك يجب على قائد الدبابة توزيع مهمة المراقبة على أفراد طاقمه حسب مساحة
المنطقة الواجب تغطيتها ، والحاجة لاكتشاف الأهداف في مجال الرمي البعيدة .
ولأجل التحذير المبكر من التهديدات والأهداف ، تصبح وسائل الاتصال التي لا
يعوقها شيء ، مسألة حيوية في ظروف القتال الحديث ، لكن الاتصال الالكتروني
بالراديو ربما أمكن التشويش jam عليه في أغلب الأحيان، لهذا يجب اللجوء إلى
الإشارات المرئية ، مما يتطلب مراقبة ويقظة شديدة من قبل الطاقم crew .
بشكل عام ، يمكن تحديد مستلزمات بقاء الدبابة كما يلي :
-منع الأكتشاف باتخاذ شكل شبح منخفض hull down مع التمويه الجيد عند السكون
، وخفض الأشارات عن أنظمة مراقبة الصور الحرارية المعادية ( تخفيض بصمة
المحرك الحرارية قدر الإمكان ) .
-إذا اكتشفت الدبابة ، فعليها اللجوء إلى وضع الجسم المستور والاستخدام
السريع لغطاء الدخان وتغير الموقع (وهنا يظهر المستوى الأدائي الرفيع لطاقم
الدبابة ) .
-إذا أصيبت الدبابة يجب منع اختراق غرفة القتال عن طريق الحماية العالية للتدريع armour protection .
-إذا حدث الأختراق يجب تعزيز حياة الطاقم عن طريق مقاومة وإخماد النار
،ومنع انفجار الذخائر بواسطة الإجراءات الوقائية (أنظمة الإطفاء الآلية ) .
وعمل الترتيبات السريعة لإخراج الطاقم وانقاذه .
لضرب وتدمير الهدف ، يجب أن يكون نظام السلاح دقيقا لإحداث الإصابة من
الإطلاقة الأولى ، كما يجب أيضا أن تكون الذخيرة المستخدمة قادرة على
اختراق الهدف وتدميره . فقبل عشرين سنة مضت كانت فنون الرمي بسيطة وبدائية
للغاية ، إذ كان يستخدم مجال الرمي أو المسار المسطح للمقذوف مخترق الدروع
لضبط المدى ، كذلك وضع الشعيرات المتقاطعة لمنظار الإبصار في وسط الهدف ،
في مدى حوالي 1000م كحد أقصى فعال ، وهذه كانت أصول اللعبة لمعظم المدفعيين
، حتى أصبح الرماة الذين يتمتعون بقوة إبصار جيدة وتلقوا تدريبا عالياً ،
قناصين ممتازين للدبابات .
ويعرف أطقم الدبابات المتمرسين الذين قاتلوا في الظروف الصحراوية ، جيدا
ظاهرة وهج موجات الحرارة ، التي تحدث عادة في منتصف النهار وتحجب الرؤية
وراء 1000 متر وهذا التأثير يتضخم عندما تتم المراقبة عبر وسائل الإبصار
المكبرة التقليدية ، عندما تصبح موجات الحرارة أكثر شدة .
وللحصول على تقدير دقيق للمدى ، فإنه لا يمكن الإستغناء عن محددات المدى
الليزرية الحديثة LRF ، مع العلم أن معظم المناطق التى ستقع فيها مواجهات
بين دبابات وأخرى ، ستكون على الأرجح ضمن مدى قتالى لا يتجاوز 3000 م ،
وإذا إستخدمت الدبابات ذخائر حديثة ذات تكنولوجيا رفيعة ، كالقذائف APFSDS
التى تطلق بسرع عالية ، فسوف يصل المسار المسطح للمقذوف إلى حوالي 2000 م
فى معظم الأحوال الجوية . وإذا كان المدفعي متدرباً جيداً على الرماية
ويعرف عمله ، فسوف يستطيع إحراز الإصابة من أول طلقة فى هذا المدى ، دون
صعوبة ، بشرط أن يكون رد فعل الطاقم عند الإكتشاف الإبتدائي للهدف ، سريعاً
ودقيقاً ( الدقة هنا تعنى التأكد من أنه ليس هدف صديق ) . أن التحسينات
الحالية فى الذخائر المتطورة ، مثل الذخيرة الأمريكية M865 ، جعلت السرعة
الإبتدائية تتجاوز 1700 م/ث ، وهناك تحسينات أخرى لتعزيز المسار المسطح
ليتجاوز 2000 م وصولاً إلى 3000 م وهي حدود القتال العملي الأقصى للدبابة
ضد دبابة أخرى . لقد صممت معظم أنظمة السيطرة على النيران الحديثة ، للحصول
على الإصابة من أول طلقة ، فى مدى يتراوح بين 2000 م و 3000 م ، وقد بينت
التجارب والخبرات العملية ، أن زيادة هذا المدى إلى 4000 – 5000 م على سبيل
المثال هو مطلب غير أساسي ، لأن تكلفة الحصول على مثل هذا الترف ، تتجاوز
نطاق المتطلبات التكتيكية لميدان المعركة الحقيقي . والتوجه الأكثر تأثيراً
من حيث الكلفة cost ، هو دمج مدفع الدبابة ، الذى يطلق ذخائر عالية السرعة
، مع الطائرات الهجومية والمروحية ، التى تقوم بالهجوم من فوق ، وتسدد
الرؤوس الحربية ذات الطاقة الكيميائية إلى الجوانب والمؤخرة ، وخليط من
قذائف المدفعية الذكية artillery ، والهجوم المعقد بالألغام mines ، فى جهد
مشترك ومتكامل لتدمير دبابات الخصم .